الأخبار

تجربة فريدة: جمعية جود الزراعية وإصلاحات زراعية غيرت قواعد اللعبة!

تجربة فريدة: جمعية جود الزراعية وإصلاحات زراعية غيرت قواعد اللعبة!

في قلب منطقة الجوف، وتحديداً في عالم الزراعة المتجدد، تبرزت جمعية جود كنموذج مُلهم لتجربة زراعية فريدة أحدثت نقلةً نوعيةً في القطاع. فلم تكتفِ الجمعية بدعم المزارعين بطرق تقليدية، بل انطلقت برؤيةٍ إصلاحيةٍ شاملةٍ أعادت صياغة قواعد اللعبة الزراعية، وحققت نجاحاتٍ استثنائيةً جعلت منها محطّ أنظار المهتمين بالشأن الزراعي محلياً وإقليمياً.

 

لم يكن اختيار “جود” اسماً للجمعية صدفةً، بل تجسيداً لغايتها في نشر الخير والعطاء في مجال حيوي كالزراعة. فقد أدركت الجمعية منذ البداية أن النهوض بالقطاع الزراعي يتطلب نهجاً تكاملياً يشمل تطوير مختلف الجوانب: من تمكين المزارعين وتحسين قدراتهم، إلى توفير أفضل الممارسات الزراعية الحديثة، ووصولاً إلى ربط المزارعين بالأسواق وفتح آفاقٍ جديدة لتسويق منتجاتهم.

ريادةٌ في تبني أحدث التقنيات الزراعية

أدركت “جود” أن التقنيات الزراعية الحديثة هي السبيل الأمثل لتعزيز الإنتاجية وتحقيق الاستدامة في القطاع الزراعي. ولذلك، عملت الجمعية على نشر الوعي بأهمية تلك التقنيات، وتوفير التدريب اللازم للمزارعين على استخدامها بكفاءة. و من أبرز التقنيات التي ساهمت “جود” في نشرها:
  1. الزراعة الدقيقة: من خلال استخدام التقنيات المتقدمة كالتصوير الجوي وحساسات الرطوبة، تمكن المزارعون من رصد احتياجات محاصيلهم بدقة فائقة، وتحديد كميات الري و الأسمدة المناسبة، مما ساهم في ترشيد استخدام المياه والأسمدة وزيادة الإنتاجية.
  2. البيوت المحمية: شجعت “جود” المزارعين على إنشاء البيوت المحمية التي توفر بيئةً مثاليةً للنبات، بعيداً عن التقلبات الجوية والآفات. وساعد ذلك في زيادة الإنتاج وتحسين جودة المحاصيل.
  3. التسويق الإلكتروني: لم تغفل “جود” أهمية ربط المزارعين بالأسواق بشكل فعال. فقد وفرت منصةً إلكترونية تسويقية تساعد المزارعين على عرض منتجاتهم والتواصل مباشرةً مع المستهلكين والتجار، مما ساهم في تحقيق عائد مادي أفضل لهم.
ولم تقتصر جهود “جود” على نشر التقنيات، بل امتدت لتشمل توفير الدعم الفني اللازم للمزارعين لمعالجة أي مشاكل قد تواجههم أثناء التطبيق.

تمكين المزارع هو الأساس

آمنت “جود” أن المزارع هو العنصر الأساسي في نجاح أي مشروع زراعي، ولذلك ركزت جهودها على تمكينه وتزويده بكل ما يلزمه للنجاح. وذلك من خلال:
  1. 📌البرامج التدريبية وورش العمل: نظمت الجمعية سلسلة من البرامج التدريبية وورش العمل المتخصصة في مختلف مجالات الزراعة، بما في ذلك إدارة المزارع، ومكافحة الآفات، وطرق الري الحديثة، وإدارة الموارد المائية. وكان لهذه البرامج أثرٌ كبير في رفع مستوى وعي المزارعين وتحسين مهاراتهم.
  2. 📌الإرشاد الزراعي الميداني: لم تكتفِ “جود” بتقديم المعلومات النظرية، بل حرصت على توفير الإرشاد الزراعي الميداني للمزارعين في مزارعهم. فقام فريق من المهندسين الزراعيين الخبراء بزيارة المزارع وتقديم النصائح والمشورة بشأن أفضل الممارسات التي تتناسب مع طبيعة كل مزرعة.
  3. 📌توفير المدخلات الزراعية: سهّلت “جود” على المزارعين عملية الحصول على المدخلات الزراعية ذات الجودة العالية وبأسعار مناسبة، من خلال التعاقد مع عدد من الموردين الموثوقين. كما قدمت الجمعية الدعم للمزارعين في مجال التعبئة والتغليف والتسويق.
وقد كان لهذه الجهود أثرٌ بالغ في تمكين المزارعين وتحسين ظروفهم المعيشية، وزيادة مساهمتهم في تحقيق الأمن الغذائي.

الاستدامة والحفاظ على الموارد

لم تغفل “جود” عن أهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية وتحقيق الاستدامة البيئية. فقد حرصت على نشر الوعي بأهمية الممارسات الزراعية الصديقة للبيئة، مثل:
  • الزراعة العضوية: شجعت “جود” المزارعين على التوجه نحو الزراعة العضوية التي تعتمد على استخدام الأسمدة والمبيدات الطبيعية، حفاظاً على صحة المستهلك و البيئة.
  • ترشيد استهلاك المياه: دعمت الجمعية استخدام تقنيات الري الحديثة التي تساهم في ترشيد استهلاك المياه، مثل الري بالرش والري بالنقط، خصوصاً في ظل ظروف ندرة المياه التي تتعرض لها المنطقة.
  • الحفاظ على التربة: عملت “جود” على توعية المزارعين بأهمية الحفاظ على خصوبة التربة من خلال التأكيد على ممارسات مثل الدورة الزراعية وزراعة الأشجار التي تساعد على منع التصحر وتثبيت التربة.
وبهذه الجهود المتكاملة، أصبحت تجربة “جود” الزراعية نموذجاً رائداً في الجمع بين زيادة الإنتاجية وتحقيق الاستدامة البيئية، مما يؤكد إمكانية تحقيق التنمية الزراعية دون الإضرار بالبيئة أو نفاذ الموارد.

مواجهة التحديات وبرؤية مستقبلية

على الرغم من النجاحات التي حققتها “جود”، إلا أن الطريق لا يزال طويلاً لتحقيق الطموحات الكبيرة. فثمة تحديات تواجه القطاع الزراعي بشكل عام، والتي تستدعي تضافر الجهود لتجاوزها، منها:
  • التغيرات المناخية: التي تؤثر على الإنتاج الزراعي وتزيد من حالات الجفاف وتدهور التربة.
  • ندرة الموارد المائية: تعد منطقة الجوف من المناطق التي تتعرض لشح في الموارد المائية، الأمر الذي يتطلب البحث عن مصادر مائية بديلة وتطوير أنظمة الري الحديثة.
  • تحديات التسويق: تواجه المنتجات الزراعية من المنطقة منافسة شرسة في الأسواق، الأمر الذي يستدعي تطوير آليات التسويق وفتح أسواق جديدة.

وتعمل “جود” وفق رؤية مستقبلية طموحة تهدف إلى تجاوز هذه التحديات من خلال:

  • تعزيز الشراكات مع الجهات الحكومية و القطاع الخاص والمنظمات الدولية لدعم البرامج التنموية الهادفة إلى تحقيق الاستدامة الزراعية.
  • الاستثمار في البحث العلمي وتطوير التقنيات الزراعية الحديثة التي تتناسب مع ظروف المنطقة.
  • توسيع نطاق عمل الجمعية للتعاون مع المزارعين في مناطق مختلفة من المملكة، ونقل تجربتها الناجحة إليهم.

ختاماً، تعد تجربة “جود” الزراعية تجربة فريدة وملهمة، تعكس ما يمكن أن يُحدثه العمل الجاد والرؤية الثاقبة من نقلة نوعية في قطاع حيوي كالزراعة. وتشكل هذه التجربة نموذجاً يحتذى به في منطقة الشرق الأوسط و العالم العربي، الذي يواجه تحديات كبيرة في مجال الأمن الغذائي والاستدامة البيئية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *